التدريس الجامعي - كل ما تريد معرفته عن هذه المهنة

التدريس الجامعي في السودان - ما له و ما عليه

 

يتسائل الكثير من المهتمين عن التدريس الجامعي، لذلك سنخصص هذا المقال عن التدريس الجامعي في السودان ما له وما عليه ضمن مجموعة مقالات وفيديوهات عن تجارب وخبرات وأماكن. 

محاور الحديث

  •  المسمى الوظيفي
  • أنواع التعاقدات في الجامعات 
  • متوسط الدخل الشهري للاستاذ الجامعي.
  • إيجابيات وسلبيات التدريس الجامعي في السودان.  
  • التدريس أم عمل المستشفيات (بالنسبة للأطباء) 
فيديو مفصل عن التدريس الجامعي، و الوضع في السودان

المسمى الوظيفي

توجد هنالك خمسة مسميات وظيفية بالنسبة للمدرس الجامعي وهي مساعد التدريس، المحاضر، الأستاذ المساعد، الأستاذ المشارك وأخيرا الأستاذ الدكتور أو الأستاذ. و تفاصيلها كما يلي
  1. مساعد التدريس Teaching Asisstant أو TA (أو ما يعرف بالمعيد في بعض الدول): هو خريج درجة البكلاريوس بمرتبة الشرف، يقدم للوظيفة و عند قبوله يصبح مباشرة  مساعد تدريس.
  2. المحاضر Lecturer: و تتطلب الحصول على درجة الماجستير في التخصص المعين.
  3. الأستاذ المساعد أو البروفسير المساعد Asisstat Professor : و يتم الوصول لهذه الدرجة بمجرد الحصول على درجة الدكتوراه. وللأسف كثير من الأساتذة يتوقفون في هذه الدرجة.
  4. الأستاذ المشارك أو البروفسور المشارك Associate Professor و تتطلب (حسب قانون لائحة التعليم العالي السودانية للعام 2016) خمس سنوات خبرة بعد المحاضر وعدد أربع أوراق منشورة في مجلات علمية محكمة واحدة منها منشورة في مجلة عالمية. كما يوجد هناك نوعين آخرين منا الترقيه وهما الترقية بالبحث العلمي و تتطلب فقط ثلاثة سنوات بالإضافة إلى ثمانية أوراق علمية منها أثنان منشورات في مجلات عالمية. و الترقية بالخدمة الطويلة الممتازة و تتطلب عشر سنوات خدمة بالإضافة لورقة واحدة علمية منشورة.
  5. الأستاذ الدكتور أو الأستاذ أو البروفيسور Professor  و تحتاج لخمس سنوات خدمة بعد درجة الأستاذ المشارك بالإضافة إلى عشر أوراق علمية منشورة بعد الدرجة السابقة ثلاثة منها في مجلات عالمية وكلها بلا شك منشورة في مجلات علمية محكمة.

أنواع التعاقدات

توجد هنالك العديد من أنواع التعاقدات لكن المشهور منها والمنتشر ثلاثة هي التعاقد بدوام كامل و دوم جزئي، وتعاقد بالساعات
  1. التعاقد بدوام كامل Full time وهو الإلتزام بكل الحمل الوظيفي Load، وهو العمل المطلوب تأديته في داخل الجامعة من محاضرات ومعامل و ساعات مكتبية، ويتناقص بالترقي فيتراوح ما بين 16 ساعة لمساعد التدريس إلى 6 ساعات للبروفسور. 
  2. التعاقد بدوام جزئي ويعرف أحيانا ب Part time و أحيانا ب Partial بإختلاف الجامعات: وهو بأن تتعاقد مثلا ب 50% من الحمل الوظيفي و يكون المرتب 50% أو قد يزيد
  3. التعاقد بالساعات ويسمى أحيانا Part time أو المتعاونين: وهي أن تعمل بالساعات وتأخذ مقابلها المقابل المادي بالساعة
  4. هنالك أنواع أخرى من التعاقدات مثل الأستاذ الزائر و التعاقد بالكورس وغيرها.

الدخل الشهري

في البدء يمكن تقسيمه إلى حكومي وخاص رغم إن الفرق بينهما ليس بالكبير. ففي الحكومي الدخل موحد لأنه يأتي من وزارة التعليم العالي أما في الخاص يختلف إختلاف كبير من جامعة لأخرى

الدخل في القطاع الحكومي 

سنستعرض الدخل في الجامعات الحكومية بالنسبة للدوام الكامل، كل درجة والدخل التقريبي لها، وقد جمعت هذه الأرقام من إستفتاء شمل 7 أساتذة، 2 يعملون في جامعات حكومية و 5 يعملون في جامعات خاصة مختلفة. أي 7 جامعات، والمعلومات مستسقاة من أكثر من 7 جامعات لأن معظم هؤلاء الاساتذة يعملون في أكثر من جامعة كما سنرى لاحقا. وسنستعرض الدخل حسب الدرجة الوظيفية.

ملاحظة: تم وضع السعر الموازي بالدولار الأمريكي، لأن هذه الأسعار مرصودة من العام 2022 وقد تقرأ المقال في العام 2023 أو 2024 أو بعده و  وسعر العملة المحلية حاليا يتناقص بصورة كبيرة. ولكي أكون منصفا فقد تم حساب سعر الدولار في حساب 450 جنيه وهو السعر الذي إستقر لفترة طويلة من الزمن، مع العلم أنه عندما تم تجميع هذه البيانات قد زاد سعر الدولار بصورة مفاجئة ووصل إلى 600 جنيه، لكن رغم ذلك تم القسمة على 450، وإذا تم حساب 600 فبكل تأكيد سينقص السعر عن الأسعار المرصودة أدناه).
  1. مساعد التدريس في التعليم العالى يتقاضى مابين 15000 ألف إلى 25000 جنيه في الشهر. طبعا هنالك تفصيل في درجات مساعد التدريس أ و ب و ج على حسب الخبرة. لكن يمكن أن نقول بمتوسط تقريبي 20000 جنيه في الشهر. (تعادل 44 دولار) 
  2. أما المحاضر يأخذ حوالي 30000 جنيه في الشهر. (تعادل 66 دولار). الجدير بالذكر أن سنوات الخبرة تلعب دور في زيادة الراتب لكن الزيادة ضئيلة جدا خصوصا من درجة المحاضر فما فوق.
  3. لأستاذ المساعد يتقاضى حوالي 40000 جنيه في الشهر (تعادل 88 دولار)
  4. الأستاذ المشارك يأخذ نهاية الأربعين، يمكننا إعتبارها 50000 جنيه في الشهر (تعادل 111 دولار)
  5. والأستاذ والبروفسور يأخذ حوالي 55000 إلى 60000 ألف جنيه في الشهر. (60 ألف تعادل حوالي 135 دولار)

الدخل في القطاع الخاص

الدخل في الجامعات الخاصة أعلى قليلا من الحكومية، لكن المرتبات تتراوح وتختلف بشكل كبير بين كل جامعة وأخرى. و يتم تفصيلها بالراتب الأساسي و البدلات وتم إضافة شئ جديدة يسمى بالمنحة أو الحافز و يعتقد البعض أنه للتحايل على رسوم نهاية الخدمة. مع ملاحظة أن الخبرة لا تؤثر كثير في الجامعات الخاصة. أما في تفصيل الدخل
  1.  مساعد تدريس يتراوح الراتب ما بين 15000 إلى 30000 جنيه في الشهر (33-66 دولار)
  2.  بالنسبة للمحاضر يتراوح ما بين 25000 إلى 45000 ألف جنيه في الشهر في معظم الجامعات. (بين 55- 100 دولار). مع أنه في بعض الجامعات تمنح حتى 60000 جنيه لكنها حالات محدودة.
  3.  الأستاذ المساعد يتراوح ما بين 35000 إلى 65000، وقد تزيد في بعض الجامعات. (بين 77 - 144 )
  4. الأستاذ المشارك يتقاضى في حدود 70000 جنيه في الشهر. (155 دولار)
  5. الأستاذ الدكتور يكون في حدود 90000 جنيه في الشهر. (200 دولار)

الواقع الأليم

قد تلاحظ مما سبق أن الأسعار هزيلة جدا فمثلا البروفسور في التعليم الحكومي يتقاضى 60 ألف جنيه وتساوي 90 دولار أمريكي في الشهر (وقد تناقص السعر منذ بداية الدراسة ولو حسبنا السعر بتاريخ نشر المقال سيساوي 60 دولار فقط)، أما في الخاص كذلك فمثلا أكثر فئة هي المحاضر فيقاضى متوسط 35 ألف وتساوي 77 دولار. وإذا قارنا هذا الدخل بالبلدان الأخرى سنجد أن دخل الأستاذ الجامعي في دول الخليج العربي لا يقل عن 1000 دولار في الشهر و قد يصل إلى 10000 في بعض البلدان ومع الترقي في الدرجات.
نحن هنا لا نريد أن ننتقد ولكنا فقط نستعرض الحقائق، لكن نشيد بلجنة أساتذة الجامعات والتي لها مجهودات في مسألة زيادة المرتبات نتمنى أن تثمر بتحسين الدخل للإستاذ الجامعي في القريب العاجل.

الدخل بالساعات

 الدخل بالساعات يتم حسابه بالساعة الواحدة يسمى بال Rate، و يختلف اختلاف كبير بين الجامعات المختلفة، لكن عموما الساعات في الجامعات الحكومية دخلها ضعيف جدا، اما في الجامعات الخاصة فيتراوح ما بين 600 جنيه إلى 1800 وفي كثير من الجامعات 1000 جنيه (حوالي 2 دولار). 
يعتبر الدخل بالساعات مناسب للذين يعملون في المعامل والمشارح وskill labs لأنهم يعملون لساعات طويلة، مثلا إذا كنت تدرس معملين أو مجموعتين في اليوم كل مجموعة 3 ساعات، فهذه 6 الاف في اليوم، فإذا عملت يومين في الاسبوع و 4 اسابيع في الشهر سيصل راتبك إلى 50 ألف جنيه تقريبا، أما للمحاضرين فالدخل بالساعات خيار غير مناسب، لأنه في حال تدريس محاضرة مدتها ساعتين ليومين في الاسبوع مثلا فيكون الدخل الشهري حوالي 16 ألف فقط.
العيب الثاني في التعاقد بالساعات أنه في حالة الإجازات لا يوكون هنالك مرتب، على عكس التعاقد فيسري المرتب في أيام العمل و في الإجازات كذلك ويمكنك الإعتماد عليه.

إيجابيات التدريس الجامعي 

والآن لنتحدث عن إيجابيات وسلبيات التدريس الجامعي و في السودان على وجه الخصوص، ويمكن أن نلخص الإيجابيات فيما يلى
  • التدريس الجامعي بشكل عام من أهم الإيجابيات فيه هو رسالة التدريس نفسها أن تكون أستاذ ويحب الأستاذية فهم الشمعة التي تحترق لتضيء للأخرين، و كاد المعلم أن يكون رسولا. فالمهنة نفسها لها قيمة خاصة فما بالك عندما يكون التدريس جامعي.
  • البحث العلمي يعني من الأشياء التي يمتاز بها أساتذة الجامعات و كما نعرف أن للجلمعة لها ثلاثة مهام التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع. ولكنه في السودان يعتبر من السلبيات كذلك كما سنرى
  • من الإيجابيات كذلك الخبرة، فكثير من الناس يريدون شهادة خبرة لأن الخبرة تساعد في الترقية من درجة لدرجة. وكذلك تفيد في حالة التقديم لوظيفة خارج البلاد فهي تساعد في القبول و كذلك في زيادة الراتب.
  • من الإيجابات أنت تكون ضمن بيئة تعليمية فبالتالي يمكنك عمل الكثير من الكورسات والدورات و غيره.
  •  هناك إيجابيات موجودة في التعليم الحكومي بشكل خاص مثل: مرتب آخر الخدمة الشهري (يسمى بالمعاش) فعلى عكس التعليم الخاص يعطى دفعة واحدة فقط. كذلك يمتاز التعليم الحكومي بالسكن الجامعي في كثير من الجماعت، وكذلك السفر لحضور مؤتمرات مع قلتها في الآونة الأخيرة، وكذلك في الحكومي هنالك تعليم الأبناء في المرحلة الجامعية.

سلبيات التدريس الجامعي في السودان

  • أهم سلبية هي قلة الدخل. فالدخل ضعيف جدا، لكن الأساتذة مضطرين للتعايش مع هذا الدخل بعدة وسائل سنراها بعد قليل.
  •   قلة الامتيازات خصوصا في التعليم الخاص، مثل الإبتعاث، لكن في السنوات الأخيرة أيضا صار الإبتعاث في الحكومي ضعيف، ومما اضطر بعض الأساتذة للعودة دون إكمال درجاتهم وذلك لقلة المنصرفات عليهم أما في الخاص فالإبتعاث شبه معدوم. 
  • التأمين الصحي في الحكومي و الخاص ضعيف جدا. 
  • من السلبيات الكبيرة أيضا قلة البحث العلمي ودعم البحث العلمي في القطاعين العام والحكومي

التعايش مع قلة الدخل

الان دعونا نتعرف كيف يتعايش الأستاذ الجامعي مع قلة الدخل، أولا نحن نعيش في دولة دخل الفرد فيها ضعيف، فيقلل ذلك الإحساس بقلة الدخل. كما أن الإحتياجات الأساسية اسعارها في السودان أرخص مما لو قارنت سعر الدولار في الخارج. بالرغم من ذلك فالمرتب ينتهي من أول اسابيع في الشهر لدى كثير من الأساتذة.
ثانيا الحقيقة المنتشرة أن معظم أساتذة الجامعات يعملون في أكثر من جامعة وبدوام كامل في آن واحد، فبالرغم من أن الاستاذ يوقع في العقد أنه لا يعمل في مكان آخر، ولكنه يعمل في أكثر من جامعة، وإدارة الجامعة تعلم أنه يعمل في غيرها ولا يتم مسائلته. وذلك لأن الأمر أشبه بالمساومة، بأني أعطيك مرتب قليل، لقاء أن تعوض هذا النقص بمرتب آخر. فتجد المحاضر مثلا يعمل في جامعتين أو ثلاثة ليرفع دخله إلى 80 أو 120 ألف جنيه (حوالي 180 إلى 260 دولار).
طبعا لذلك الأمر أثر سلبي على جودة التعليم والساعات التي يأخذها الطلاب. فلا توجد ساعات مكتبية، فالأستاذ من المواصلات إلى القاعة ومن القاعة إلى باب الجامعة إلى المواصلات. ويتم التعويض بالتنسيق بين اساتذة الشعبة بتقسيم الأيام فتجد بعضهم يأتي الجامعة في يومين فقط في الاسبوع.
 

هل التدريس الجامعي أم عمل المستشفيات

نأتي الآن للسؤال الأخير الذي يسأله الكثير من الأطباء هل التدريس الجامعي أم عمل المستشفيات؟ والإجابة المباشرة أنه بشكل عام العمل في المستشفي clinical أفضل من التدريس الجامعي من حيث المرتب. خصوصا عند الإنتقال من التخصصات السريرية للتخصصات الجراحية. لكن يمتاز التدريس بإسلوب حياة مريح يعني ساعات عمل أقل، و إجازات طويلة والعمل في بيئة آمنة نسبيا.
و يظهر الفرق في الدخل بصورة جلية في السودان، فالعامل في العيادة أو المستشفى يتقاضي أكثر من الاستاذ الجامعي في نفس رتبته العلمية. لذلك نجد أنه بالرغم من أن اساتذة العلوم الأساسية يخلصون في أداء وظيفتهم التدريسية لكن بالمقابل أساتذة العلوم الاكلينيكية أكثرهم يتجاهل واجباته تجاه الجامعة ويركز على عمل المستشفى لأنه يدخل له بصورة أكبر
ونصيحتي الأخيره هنا التركيز على الرغبة، فإذا كنت تعشق التدريس يمكنك التخصص في المواد الأساسية وسلك سكة التدريس والبحث العلمي، وإذا كنت تحب مجتمع المستشفيات أفضل لك أن تمارس عمل المستشفى ولن تحس بالملل. وهذا طبعا لا يمنع أن تكون طبيبا متخصصا في المستشفى و في نفس الوقت لديك واجبات تدريس للطلاب على حسب تخصصك، وهذا هو الأمثل. 

شكر خاص

وفي نهاية المقال لا يسعني إلا أن أشكر الكثير من الأساتذة الذين ساعدوني في إعداد هذه المادة. وأخص بالذكر 
  • الأستاذ بهاء الدين شرف الدين من جامعة بحري 
  • الدكتور أشرف نعيم من جامعة أم درمان الإسلامية 
  • الدكتور شرف الدين شعيب من جامعة النيل 
  • الدكتورة ندى بيومي من جامعة الخرطوم
  • الأستاذ النور حسين بقادي من الجامعة الوطنية
  • الدكتورة تماضر من كلية النهضة
  • وكذلك أستاذة من كلية الفجر فضلت عدم ذكر اسمها. 
وأتمنى إذا لديكم تعليق أو إضافة ذكرها في التعليقات، وإذا لديكم تعديل فمرحبا به، و أتمنى في الأخير أن أكون قد غطيت الموضوع بشكل كافي و المتعلق بالتدريس الجامعي في السودان ما له و ما عليه وصلى اللهم وسلم على نينا محمد.

لمشاهدة المزيد من المقالات والفيديوهات عن الخبرات والتجارب والأماكن (من هنا)


تعليقات